المعمار أبوللودورس


شمس سورية تسطع على روما

سِجل أعمال أبوللودورُس




أبوللودورس الدمشقي Apollodorus of Damascus
مكانته الاجتماعية:
كان لسورية دور متميز في الإمبراطورية الرومانية، على صعيد الحكم وفي مجال العلم والثقافة والفن، لاسيما في مجال العمارة التي اشتهرت بها سورية في العصور الكلاسيكية...وتتبدى شهرتها أوضح ما تكون في فن المعمار السوري العبقري أبوللودورس الدمشقي الذي ولد حوالي 60 للميلاد في دمشق وتوفي حوالي 125م.
يأتي اسم أبوللودورس من اليونانيين القدماء نتيجة الاتصال والتعايش الكبير بينهم وبين سكان دمشق الآراميين والأنباط والتدمريين ونتيجة لتأثر النخبة المثقفة في المجتمع المحلي بالثقافة اليونانية ...
لم يكن أبوللودورس أرستقراطيا لكنه فرض احترامه على المجتمع الروماني من خلال مواهبه الفذة والمتميزة ،وقد عاش إلى جانب الإمبراطور "تراجان" واحتل مناصب عالية في الإمبراطورية الرومانية. كان أبوللودورس متين البنيان متوازن الشخصية نبيل القسمات وجميل الرجولة فيه مهابة وعلى وجهه سمات شرقية .كان قويا يتصدى لأصعب المعضلات التقنية والفنية ،واشتهر بأنه كان جسورا في حياته استطاع أن يوقف ولي العهد "هادريان" عند حده ولا يتردد في نقده وهو في سدّة الإمبراطورية الأمر الذي كلّفه حياته .
ووفقاً لكتابات المؤرخ بروكوبيوس Procopius " كان أبوللودورس الدمشقي صديقاً حميماً للإمبراطور "تراجان" Trajan بدأت هذه الصداقة منذ أن كان هذا الأخير يخدم كمحام عسكري military tribune في سورية عندما كان والده والياً عليها .. و يُذكر أن الرومان يعتبرون الإمبراطور تراجان ، الذي حكم من العام 98 م إلى العام 117م ، أفضل الأباطرة ويسمون عهده (الأزمنة السعيدة) فكانت حروبه مظفرة في داسيا Dacia (رومانيا حالياً) وأرمينيا وبلاد فارس ، وقد رافق أبوللودورس تراجان في جميع حروبه يبني له الجسور و الآلات الحربية " .
يُعد أبوللودورس الشخصية البارزة في عصرها. فقد أدى العديد من مهام المناصب لحساب روما. وبالرغم من انه اسمه قد ارتبط خطأ بالعديد من الأبنية التي لم يصممها. فقد كان مسؤولاً عن العديد من الأعمال الشهيرة في زمنه. وكواحد من المعماريين القلائل الذين مارسوا التصميم خلال الفترة الممتدة ما بين عمارة فيتروفيوس Vitruvius الرومانية والمعمار برونلسكي Brunelleschi في عصر النهضة . فقد نال أبوللودورس الكثير من الشهرة بالرغم من افتقاره لإبداعية كل من المعماريين سيفيروس Severus وسيلير Celer في عهد الإمبراطور نيرون Nero . فقد كان واضحاً أنه عاش حتى توصيف فيتروفيوس بأن على المعماريين " تحقيق أعلى قدر من المهارة والاحترافية في جميع مناحي الفنون" .
يمكن الحكم على أعمال أبوللودورس من خلال بقايا الساحة ( المحكمة)الرومانية " الفوروم" Forum و الحوض الشهيرالذي يتوسط ذلك الفوروم وأبنية البازيليكا Basilica وحمامات تراجان و
السوق التراجانية والمسرح ( الأوديون) Odeum وقاعة الألعاب الرياضية ( الغيمنازيوم) Gymnasium والحوض السداسي في أوستيا Ostia مرفأ روما، وميدان للسباق، وبعض أقواس النصر، ومعبد البانثيون الشهير في روما الذي ينسب للإمبراطورهادريان· كما ألف كتاب عن آلات الحصار الحربية المستخدمة في ذلك الوقت و ما زال هذا الكتاب موجودا حتى الآن.

أعماله:
كان أبوللودورس مصمماً معطاءاً وابتكارياً. وتجسد أعماله المبادئ الرئيسية لواحدة من الأساليب الإمبراطورية الرسمية ، وتميزت تصاميم أبوللودورس بالخصائص الهلنستية السورية كالزخارف المعمارية و العناصر المعمارية وغيرها.
" كان الإمبراطور تراجان متوجساً من نهر إيستر Ister ( الدانوب حالياً ) Danube . ولهذا كان يتوق إلى عبوره واجتيازه بواسطة جسر لا تكون فيه عوائق أثناء هجومه على البرابرة barbarians ورائه. وضع أبوللودورس الدمشقي تصميماً للجسر العملاق على نهر الدانوب وأنشأه خلال فترة ما بين الحربين الداسيتين الأولى والثانية 104 – 105 م ميلادية،وبنى هذا الجسر عند مضيق أبواب الحديد في الحدود الجنوبية الغربية لرومانيا،وجاء تصميمه لهذا الجسر إثر الصعوبات التي عانى منها الرومان في بناء الأساسات والركائز في هذا النهر،و لشدة غزارته كان من المستحيل عليهم تحويل مجراه، فقام أبوللودورس لأول مرة في التاريخ بالتصدي لمثل هذا العمل الذي يتطلب جسارة تقنية عالية فنجح في إرساء عشرين ركيزة ( دعامة) قوية جدا في لجة النهر ثم مد الجسر بطول 1100 متر وبعرض يقارب 13-19 متر وحصّن طرفي الجسر بالأبراج الخشبية التي استبدلت فيما بعد بالحجر ،لذلك أطلق عليه اسم الجسر الحجري".

ويعود هذا الوصف إلى بروكوبيوس Procopius وهو المصدر الوحيد لأعمال أبوللودورس ، ولكن كاسيوس ديو Cassius Dio يضيف توصيفاً آخر للجسر الذي بُنى أول الحرب الداسية Dacian War (101-102م) " بنى تراجان جسراً فوق نهر إيستر Ister. ويُعد الجسر بمثابة إنجاز هندسي رائع كما هي إنجازاته الأخرى. وفيما بعد تفوق عليها، فالجسر قائم على عشرين دعامة من الحجر المربع بارتفاع مائة وخمسين قدماً بالارتفاع فوق القواعد وستين في الاتساع. وهذه الدعائم تقف على مسافة مائة وسبعين قدماً من الأخرى، وتتصل ببعضها بواسطة أقواس. وقد يُصاب المرء بالصدمة والذهول بما أنفق على بناء الجسر أو بطريقة وضع كل من تلك الدعامات في النهر عميقاً في المياه التي تغمرها التيارات الدوامية على القاع الطيني ، ولذا فقد كان من المستحيل يقينا ً تحويل مجرى النهر إلى مكان آخر. أنا تكلمت عن اتساع النهر ، ولكن ليس مجرى النهر ضيق بشكل منتظم، لذا فإن الجسر يغطي النهر في بعض الأماكن ضعفي الأضيق أو المنطقة الأكثر ملائمة لبناء الجسر هي المنطقة الأكثر اتساعاً كما هي حقيقة أن النهر ينحدر ضيقا ً من مجراه الصاخب إلى قناة ضيقة . بعدها يتوسع المجرى إلى داخل النهر الكبير بحيث يصبح أكثر شدة وعمقاً.
ولابد من اعتبار هذه الخاصية في تقدير صعوبة تشييد الجسر. وهذه أيضاً تعد واحدة من الإنجازات التي توضح قوة وأهمية تصاميم تراجان، وبالرغم من أن الجسر لا يستعمل الآن ، كما أن الدعائم ليست قائمة فحسب ، ولا تعرض طرق العبور كما لو كانت شيدت لغرض محدد لإظهار انه لا يوجد شيء لا تستطيع البراعة الإنسانية إنجازه . وقد بني تراجان الجسر لأنه خشي بأنه قد يجيء الوقت الذي يتجمد فيه نهر إيستر أثناء الحرب يكون فيه الرومان في الطرف الأبعد من النهر، وقد تاق إلى تيسير الانتقال إليهم بتلك الوسيلة.
وعلى النقيض فإن هادريان Hadrian كان يخشى أنه قد يكون بمقدور البرابرة في حال إذا ما تغلبوا على حامية الجسر أن يعبروا إلى الاتجاه الآخر إلى مويزيا Moesia ( بلغاريا حالياً ) ولذا فقد أمر بإزالة الإنشاء الفوقي للجسر.

بالرغم من أن ديو قد وضع ملاحظات على الدعائم الحجرية لجسر الدانوب ، والتي لا تزال قائمة إلى يومنا هذا ، ولأكثر من مائة عام خلت فقد تكون توصيفاته مبالغ فيها. عندما وضع ملاحظة بأن العقود( الأقواس) التي تفصل بين الدعامات العشرين كل منها يمتد 170 قدماً وان تلك الدعامات ذاتها يبلغ اتساعها 60 قدماً. وعدم احتساب الدعامات التي على الضفتين abutments فإن طول مثل ذلك الجسر يبلغ قياس 4770 قدماً أو 9/10 من الميل.
ويوضح سك العملة الرومانية القديمة السيسترتيوس sistertius التي تعود إلى عام 105 ميلادي وتمثل ذكرى الجسر بامتداده البسيط بحيث يمكن للعين المجردة رؤية التحصينات الدفاعية castra التي تحمي الجسر ذاته.

وفي هذه الفقرة يوصف أبوللودورس كمعمار بناء ( آرشيتكتون) Architekton وهي المرة الوحيدة في كتابه الذي استخدمت فيه الكلمة بواسطة بروكوبيوس ، ومن ناحية أخرى فإن اصطلاح ( ميكانيكوس ) Mechanikus وهي معلم البناء master-builder قد استعملت بالنسبة للبنائين الذين عاونوا الإمبراطور البيزنطي جوستنيان Justinian في مشاريعه . والمضمون يدل على أن الإمبراطور قد اضطلع بالعديد من المسؤوليات في مثل تلك الأعمال أكثر من أسلافه ، فلا تزال الكتابات التاريخية تستخدم كلمة أرشيتكتون Architekton بمثابة معلم بناء master builder.

كان المهندس أبوللودورس مسؤولاً عن تصميم فوروم (ساحة) تراجان. كما أن موضع بازيليكا أولبيا Basilica Ulpia يوضح أنها مستوحاة من مخطط معسكر فيلق تميز بمقر قيادته برينسيبيا Principia المتوضعة في مركز المعسكر، ويوجد خلفها ضريح الفرقة المسمى ساسيللوم Sacellum .
وهو المسؤول عن تشييد عمود تراجان Trajan column البالغ إرتفاعه 38 متر مع قاعدته والمزدان بنقوش حلزونية تصور انتصاراته على الداسيين والعمود يحوى تحت قاعه قبر الإمبراطور تراجان، حيث شيّد العمود بارتفاع 33 متراً، يلتفّ حول جذعه شريط حلزوني منحوت وملون يشمل تسجيلاً فنياً لمنجزات الإمبراطور وفي داخل العمود درج دوار.ويتفق الباحثون على أن أسلوب هذا العمود فنياً، يحاكي أسلوب المنحوتات الآشورية المشرقية. وقد أثرّ هذا العمل لأزمان لاحقة في التصاميم التذكارية في عدة بلدان أوروبية.
وتعود الفكرة المعمارية لساحة تراجان التي استوحاها أبوللودوروس مما كان حول معبد جوبيتر(الجامع الأموي الآن) في دمشق القديمة.
كما أوكل إلى أبوللودورس تصميم معبد البانثيون Pantheon الذي أعيد بناؤه على يد الإمبراطورهادريان.

كذلك صمم أبوللودورس أقواس النصر لتراجان في مقاطعتي بينيفينتوم Beneventum وأنكونا Ancona الإيطاليتين ويذكر أنه بنى جسر ألكونيتار Alconétar في مدينة الكانتارا ( القنطرة) Alcántara فوق نهر تاغوس Tagus بأسبانيا قرب الحدود البرتغالية .

ولقد كتب أيضاً رسالة حول آلات الحصار ( بوليوكريتيكا) Πολιορκητικά الذي أهدى إلى هادريان.

أفول نجم:

كان أبوللودورس من الرعونة لينتقد الآخرين مما سَبّب طرده بأسباب واهية لكونه مذنباً ببعض الجرائم ، ولكن السبب الحقيقي حدث عندما كان تراجان يستشير أبوللودورس في بعض المسائل الخاصة بالأبنية التي عرضها على ولي العهد هادريان الذي قوطع مع بعض الملاحظة " إذهب وإرسم وجهة نظرك !".
سنحت الفرصة لهادريان الذي استشاط غضباً بسبب السخرية من أدائه كمعمار وفنان ، حيث انتقد أبوللودورس تصميم الإمبراطورهادريان الخاص بمعبد فينوس وروما.الأمر الذي كان سبباً في طرد أبوللودورس وفيما بعد بفترة وجيزة أدين بجرائم ملفقة أودت به إلى الموت .
ففي دراسة القطع الدائرية وهي الفصوص المقعرة التي تستدعي شكل القبة التي تبدو عليه تلك الفترة حيث قال أبوللودورس لهادريان " أنت لا تفهم أي من تلك الأشياء!" . كان هادريان يزهو بنفسه حول بعض تلك الرسومات ، وعندما أصبح إمبراطوراً تذكر تلك الملاحظة ولم يتحمل حرية المرء في التعبير عن رأيه" فقد أرسل لأبوللودورس مخطط لمعبد فينوس وروما Temple of Venus & Rome على أساس أن عمله العظيم كان بارعاً في الإنجاز دون مساعدة من أبوللودورس . وسأل أبوللودورس إذا ما كانت نتيجة البناء المُقترح مرضية .
وقد علق المعمار في رده بأنه أولاً بالنظر إلى المعبد الذي كان من المفترض بناؤه على أرضية مرتفعة، فقد كان لابد من حفر الأرضية أسفل المعبد كي يبرز البناء بقوة ووضوح على الطريق المقدسة من موضعه الأعلى. ولابد من تجهيزه بالآلات في أساساته ( القبو) لكي توضع جميعها في الخفاء ويتم إدخالها إلى المسرح ( المفترض الكولوزيوم Colosseum ( دون أن يشعر بها أحد مقدماً.
وثانياً: وبالنظر إلى التماثيل فقد قال أبوللودورس بأن التماثيل كانت أطول كثيراً من ارتفاع القبو Cella ولهذا السبب فقد قال " إذا ما رغبت الآلهة في النهوض والذهاب خارجاً لن يكون بمقدورهن فعل ذلك " ( وكان هذا النقد موجهاً بالمثل إلى تمثال زيوس في أوليمبيا Zeus of Olympia للمثال فيدياس Phidias وعندما كتب ذلك دون مواربة لهادريان تملك الغضب هادريان لأنه سقط في خطأ لا يمكن تصويبه ولم يكبح جام غضبه وصدمته ، فقرر التخلص منه.

ربما وجه النقد عام 104م قبل مغادرة تراجان إلى داسيا ( رومانيا) Dacia وأن النيران التي اندلعت تلك السنة في تل الإيسكويلين Esquiline في روما قد سمحت بتوفير أرض لتشييد حمامات تراجان Thermae Trajani . أو ربما في السنتين التاليتين فيما بعد عندما عاد تراجان وبدء الإنشاء في ساحته العامة.
ويبرهن رونالد ريدلي Ronald Ridely على أن هادريان لم يكن المسؤول عن موت أبوللودورس زاعماً بأنه إذا كان كذلك ، فإن التأريخ الأغسطسي Historia Augusta قد يكون ذكر الحقيقة والتي تتعلق بمعاونة المعمار أبوللودورس لهادريان في إنشاء التمثال الضخم للقمر.
وأيضاً البوليوكريتيكا Poliocretica وهي البحث في آلات الحصار والتي كانت تعزى إلى هادريان . فكان لابد بالنسبة لحملة الدانوب أو التمرد اليهودي لباركوخبا Bar Kokhba عام 132م في فلسطين ضد الرومان ، عندما أعلن أبوللودورس أنه لا يألف الأرض المحلية . فقد أشار ريدلي بأن التمرد اليهودي وجب الالتفات إليه وكان ذلك من مسؤولية خطة هادريان في استبدال المعبد اليهودي بآخر مكرس للإله جوبيتر Jupiter في مدينة القدس.
لذا فإن أبوللودورس سيكون آنئذ لا يزال حياً يُرزق بعد استكمال بناء معبد فينوس ومارس Venus and Mars .
ولكن لم يتم تكريس المعبد حتى عام 135 م وبالفعل تم إتمام بناء المعبد على يد خليفة هادريان أنطونيوس بيوس Antonius Pius . ووفقاً للتاريخ الأغسطسي Historia Augusta الذي يذكر أن هادريان " كان بالرغم من براعته و تأنقه في إلقاء النثر والقصائد الشعرية ، كان مثقفاً وملماً بجميع الفنون ، فقد استخدم هذا البحث لتوجيه مدرسي تلك الفنون ، لكونه أكثر تعليماً منهم مما جعله يستهزئ ويستخف بهم .
وقد يكون الإمبراطور تراجان هو الذي طلب ذلك ، فإن كتاب بوليوكريتيكا لم يذكره بالاسم ، ولكن مراجع تذكر موهبته وفضله ورغبته في إصدار ذلك البحث والذي كان بالواقع ينسب لتراجان.

وبالرغم من عزو تأليف الأطروحة لأبوللودورس ، فإن ب.هـ. بلايث P.H.Blyth يبرهن بأن ثلثي البوليوكريتيكا Poliocretica يعد إضافات لاحقة.، وأن المادة الأصلية وُضعت بواسطة معاصرين له. وفي تقدمة رسائلية ، يدل المؤلف بأنه قد سأل إضافة تصاميم لأعمال الحصار لاستخدامها ضد الموقع المنيعة المرتفعة. وفي قائمة من المشتملات ، فقد أحصى تلك الأدوات التي تستخدم ضد قلاع المرتفعات ، وتتضمن كيفية تحييد الأشياء مثل العربات والبراميل والتي يمكن دفعها ودحرجتها على سفوح التلال، والسواتر ضد القذائف عند بلوغ القمة أو في هدم الجدران، أو دك البوابات ramming أو استخدام سلالم هجومية . وكل من تلك النماذج لابد وان تكون فعالة وواقعية وآمنة وان تستخدم لأقصى مدى ممكن ومُصنعة من مواد يسهل جلبها، تتميز بخفة الوزن، وذات ميكانيكية جيدة وسريعة الإنتاج بواسطة عمالة غير مدربة.
ولكن تستمر الأطروحة بقائمة من الأدوات والوسائط المتقنة وغير العملية والتي لا تتبع الإرشادات مثل مثاقب محمولة يدوياً
، قاذف لهب لتحطيم الأحجار والصخور، وسلم استطلاع مرتفع للنظر والإطلالة على الجدار، والبرج الذي يشتمل جسر سحب draw bridge ، كبش ( منجنيق) مزدوج double ram ، وآلية لاكتساح المدافعين تدور حول محورها pivoted device من الجدار، أو منصة تتساوى مع مستوى الأرضيات ، وخراطيم ومضخات لمكافحة الحرائق ، وتوجد هنالك أيضاً سلالم متشابكة ( معشقة) interlocking ladder يمكن تجميعها لتشكيل سقالة scaffold وتستخدم بواسطة آليات متصلة بها. مثل السكين الهاوية falling knife ووسائط لتوزيع وتركيب الزيت المغلي، وأكباش بما فيها واحد يتضمن مِدرس يدوي flail يتم دفعه بواسطة نابض فتل ملتوِ torsion spring . ويوجد حتى هناك جسر مصفح طافِ أو طوف raft.
وفي تلك الثغرة بين ما هو واقعي وبين ما هو غريب والتي أقنعت بلايث بأن الأقسام التالية من الأطروحة هي استيفاء إضافي للمادة الأساسية الأصلية.
ونظراً للمنحرف المثلثي triangular deflector والسلالم المصورة على عمود تراجان . فقد برهن على أن الأطروحة Poliocretica كانت تُعزى إلى تراجان ربما في زمن الحرب الداسية الأولى First Dacian War والتي يؤرخها العمود . وذلك لأنها ليست من أعمال أبوللودورس ، فهو يعزوها إلى الحقيقة القائلة بأن المؤلف لم يكن مُقدراً له الاشتراك في الحملة العسكرية ، ولكنه أرسل معاوناً له مع فريق من العمال المهرة.
وفي منتصف القرن العاشر الميلادي ، تم تحديث البوليوكريتيكا والإضافة عليها بواسطة مؤلف بيزنطي مجهول ويعزى إليه اصطلاحياً باسم " هيرو البيزنطي" Heron of Byzantium وهو غير العالم " هيرو السكندري" Heron of Alexandria والذي نوقشت أعماله، وهو دليل كتيب إرشادي في تصنيع آلات الحصار وصناعات الحصار siegecraft (Poliocretics) وقد كتبت أطروحة Parangelmata Poliocretica لغير المتخصصين ، وحيث إعادة تفسير المؤلف لمصادره وإضافة معلومات إضافية وإيضاحات حيث يقول " ومع توضيح الأعمال الخاصة فقط بأبوللودورس التي كانت بمجملها مع شروح إضافية وطرح براهين ثانوية . ولقد رسمنا استنتاجاتنا مع إضافة العديد من الأشياء المتوافقة ، فهي مقالة تفصيلية " والذي يُفهم أن البوليوكريتيكا تُنسب إلى هادريان وهي تصف الكبش الحربي الخاص بتحطيم البوابات والمسمى هيغيتور hegetor وهو أكبر كبش من العصور القديمة.
ومن تلك الإيضاحات التقنية كيفية معالجة أمعاء الماشية وربطها بأوعية الخمور wineskins والمملوءة بالمياه بحيث يمكن استخدامها كخراطيم لرش المياه لأجزاء من الأبراج المحترقة والتي لا يمكن الوصول إليها.
أما القاعة الموسيقية ( الأوديون) Odeum الخاصة بالعروض الموسيقية والتي تم عزوها إلى أبوللودورس التي بناها الإمبراطور دوميتيان Domitian ، ومن المصادر التي أشارت إلى أعمال أبوللودورس في العصور القديمة كتابات كل من سويتونيوس Suetonius ( الحياة) ، ف. إيوتروبيوس Eutropius (V II.2) وحتى في القرن الرابع الميلادي لا تزال تمثل أعجوبة مدهشة كما في كتابات أميانوس مارسيللينوس Ammianus Marcellinus.

المصادر:

- Adolf K Placzek, McMillan Encyclopedia of Architects.Vol.1. London: The Free Press, 1982 .ISBN 0-02 -925000-5 NA 40.M25.
- Procopius: Building (1940) translated by H.B.: Dewing (Loeb Classical Library); (IV .6.12-13)
- Dio Cassius : Roman History ( 1914- translated by Earnest Cary and Herbert B.Foster ( Loeb Classical Library (LXIX.4) , (Dio Cassius LXIX 4) , (Dio LXIX. 12-14) . , ( XV.10) , . (XIX.13), XXV: Vitruvius X.15.2-7, Ammianus Marcellinus, XV I.104...

- The Architecture of Roman Empire (1982) by William MacDonald;
- Apollodorus of Damascus and the Poliocretica (1992) by P.H. Blyth,Greek ,Roman and Byzantine studies, 33 ,127- 155;
- Siegecraft ; Two Tenth –Century –Instructional Manuals by " Heron if Byzantium' (20000) by Denis F. Sullivan ; " The Fate of An Architect ; Apollodorus of Damascus " ( 1989 ) by R.T . Ridely, In Athenaeum, 67, 551-565.
- Encyclopedia Britannica "Greek engineer and architect who worked primarily for the Roman emperor Trajan (reigned 98–117."
- George Sarton (1936). "The Unity and Diversity of the Mediterranean World", Osiris 2, p. 406-463 [430]. And the Roman gods.
- This article incorporates text from the Encyclopædia Britannica Eleventh Edition, a publication now in the public domain.
- James Grout: 'Apollodorus of Damascus,' part of the Encyclopædia Romana .

Internet sites:
http://en.wikipedia.org/wiki/Apollodorus_of_Damascus
http://www.greatbuildings.com/architects/Apollodorus_of_Damascus.html
http://penelope.uchicago.edu/~grout/encyclopaedia_romana/imperialfora/trajan/apollodorus.html
http://www.infoplease.com/ce6/people/A0804366.html
http://www.encyclopedia.com/doc/1E1-Apollodo.html
http://www.dmoz.org/Arts/Architecture/History/Architects/A/Apollodorus_of_Damascus/
http://thedamascene.spaces.live.com/default.aspx?wa=wsignin1.0
http://sights.seindal.dk/sight/759_Apollodorus_of_Damascus.html
http://www.vitruvius.be/upia6.JPG
http://student-kmt.hku.nl/~joost1/forumtrajani/Plaatje%20-%20Basilica%20binnen%20exedra.jpg
http://www.utexas.edu/courses/romanciv/artandarchitecture2/imperialforums.jpg
http://www.mlahanas.de/Greeks/ApollodorusDamascus.htm
http://de.encarta.msn.com/encnet/refpages/RefArticle.aspx?refid=1201612734
http://en.structurae.de/persons/data/index.cfm?id=d000205


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

طراز عمارة هليوبوليس ( مصر الجديدة)

Googie architecture

الأشكال البنيوية في العمارة